الرواق السعودي

الرواق السعودي

أكد خبراء في التاريخ والآثار أن الرواق السعودي يمثل رمزًا معماريًا بارزًا ويحمل دلالات تاريخية تسجل الاهتمام الكبير والخدمات المتعددة التي تقدمها المملكة لزوار بيت الله الحرام، بما في ذلك الحجاج والمعتمرين والمصلين.

الرواق السعودي - ويكيبيديا

وأشارت الدكتورة مها آل خشيل، أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، إلى أن الرواق السعودي يعتبر رمزًا معماريًا فريدًا يؤكد على الاهتمام الكبير والخدمات المتعددة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لزوار بيت الله الحرام، بما في ذلك الحجاج والمعتمرين والمصلين، وأضافت أن القيادة الحكيمة منذ العهد الأول للدولة السعودية أولت اهتمامًا كبيرًا لبيت الله الحرام، وقد قامت بالجهود والتضحيات الكبيرة لخدمة بيت الله الحرام وزواره، ولم تدخر جهدًا أو مالًا في سبيل ذلك.


تاريخ خدمة الحرمين الشريفين

تاريخ خدمة الحرمين الشريفين يعود إلى فترة مبكرة، حيث كانت رعاية الحرمين الشريفين أحد أولويات الملك عبدالعزيز، قام الملك عبدالعزيز شخصيًا بإصدار توجيهات بالبدء في أعمال ترميم شاملة للمسجد الحرام وتوفير خيام ومظلات لحماية المصلين من حرارة الشمس في المطاف وصحن المطاف. 

  • كما تضمنت هذه الإصلاحات رصف المسعى بالبلاط، مما أضفى راحة على المعتمرين والحجاج من الغبار والأتربة، وتزيين المسجد بالرخام.
  • تم إنشاء باب جديد مغطى بصفائح من الفضة الخالصة للكعبة، وتم نقش آيات قرآنية عليه بالذهب الخالص. 
  • وقبل وفاته، أمر الملك عبدالعزيز بتوسيع شامل للمسجد الحرام، وتم بدء هذا التوسعة في عهد الملك سعود واستمرت في عهدي الملك فيصل والملك خالد.
  • تضمنت التوسعة بناء الرواق السعودي كملحق للرواق العباسي، واستمرت أعمال التوسعة حتى عام ١٣٩٦هـ.
  • بهذه الإجراءات والتوسعات، أكدت المملكة العربية السعودية التزامها العميق بخدمة زوار بيت الله الحرام والمحافظة على تاريخ وثقافة الحرمين الشريفين.


تم التوسع في الحرم الشريف بمجموعة من الإضافات والتحسينات التي تعززت خلال الفترات المختلفة، تضمنت هذه التوسعات بناء ثلاثة طوابق، بما في ذلك القبو والطابق الأرضي والطابق الأول وطابق المسعى، تم توسيع المطاف ومنطقة الحرم المحيطة به، بالإضافة إلى توسعة الشوارع المؤدية إلى الحرم. 

تم إصلاح الكعبة المشرفة وتجديد سقفها، وتم بلط أرضية المطاف بالرخام المقاوم للحرارة، تمت إضافة أبواب جديدة للمسجد الحرام من مختلف الجهات، وتم إقامة سبع منارات جديدة، بفضل التوسعة السعودية الأولى، زادت الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام لتصل إلى أكثر من ٤٠٠ ألف مصلٍ.

استمرت رعاية الرواق السعودي خلال فترة حكم الملك فهد، حيث بدأت في عام ١٤٠٣هـ، تضمنت هذه العمليات شراء الأبنية والمحلات المجاورة للحرم لتهيئة المساحات للمصلين والاستعداد للتوسعة القادمة للمسجد. تم تعويض أصحاب هذه الأماكن لتحقيق ذلك.

إطلاق اسم "الرواق السعودي" على توسعة المطاف بالمسجد الحرام


فيما يتعلق بإطلاق تسمية "الرواق السعودي"، أشار الدكتور عبدالله بن حسين الشريف، أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة في جامعة أم القرى، إلى أن هذا القرار يعكس اهتمام خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين، الأمير محمد بن سلمان، بالحرمين الشريفين، ويعد هذا القرار تتويجًا لجهود المملكة التي بدأت منذ عهد المؤسس في توفير الخدمات للحجاج والمعتمرين الذين يزورون الأراضي المقدسة.

وفقًا للدكتور عبدالله بن حسين الشريف، أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة في جامعة أم القرى، يُعتبر "الرواق السعودي" هو الرواق الذي يحيط بالرواق العباسي، حيث استمر بناء المسجد الحرام على هذا الرواق حتى العهد السعودي.



وأوضح أن الرواق العباسي تم بناؤه خلال حكم الخليفة محمد المهدي ابن أبي جعفر المنصور في الفترة من 158-169 هـ، وتم توسيعه في عهد الخلفاء المقتدر والمعتضد من الأسرة العباسية. 

واستمر المسجد على هذا البناء والمساحة، باستثناء أعمال الإصلاح والترميم والتحسين التي تمت في العصور اللاحقة دون بناء جديد أو توسعة للمسجد الحرام حتى جاءت الفترة السعودية الميمونة. 

وبدأ المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله بالاهتمام بالحرمين وقام بتجديده وصيانته وتحسينه، بالإضافة إلى تحسين المسعى وتظليله، ثم أعلن عزمه على بناء المسجد الحرام وإنشاء الرواق السعودي الذي يحيط بالرواق العباسي، تم بناء الرواق السعودي في عهد الملك سعود في عام 1375، تحقيقًا لرغبة والده الملك عبد العزيز.


وأشار إلى أن الأمير فهد بن عبد العزيز أضاف التوسعة السعودية الثانية في الجهة الغربية بأحدث التصاميم، وفي عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله، أمر بتنفيذ التوسعة السعودية الثالثة، وأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالانتهاء منها وافتتاح المرحلة الأولى.

وأشار إلى أن هناك الآن أربعة طوابق تتسع لـ 287,000 مصلٍ و 107,000 طائفة في الساعة في الرواق وصحن المطاف، وأشاد بروعة تصميم العمارة السعودية واستخدام أفضل المواد والزخارف الجمالية في بناء إسلامي عصري يوفر أحدث الخدمات.



شهد المسجد الحرام أكبر توسعة في تاريخه

شهد المسجد الحرام أكبر توسعة في تاريخه

صرحت الدكتورة سماح سعيد باحويرث، أستاذة التاريخ الإسلامي المشاركة والاستشراق في جامعة طيبة، قائلة: "ليس من المستغرب أن تكون أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام قد حدثت بعناية واهتمام من الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وذلك في عهد الملك سعود".

وأضافت: "سيرحب التاريخ بجهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن وزوار البيت الحرام من خلال هذه التوسعة العملاقة، نسأل الله أن يبارك في جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله".

وفيما يتعلق بذلك، صرح الدكتور عادل بن محمد نور غباشي، أستاذ الآثار الإسلامية والمستشار السابق لجامعة أم القرى، قائلاً: "إن أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام، والتي تضم الرواق السعودي، تُعَدُّ إنجازًا عالميًا يُرسِمُ انطلاقةً جديدةً لحضارة المسلمين في جميع المجالات وعودة الدور الحضاري العالمي للأمة الإسلامية".

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق